زمن العجائب
بقلم أحمد عبد الرحمن
الفاسدون غاضبون
نشأت الحياة على أساس فكرة التغير ، نرى الصيف و الشتاء و الخريف و الربيع كل عام ، في اليوم الواحد نرى الليل و النهار ، نعرف جميعا النفس الأمارة بالسوء و نتفق أن لا يوجد إنسان على وجة الأرض معصوم من الخطاء ، فلماذا يدعى البعض أن لا بخطاء و لا يتغير ؟ ، الإنسان أيضا متغير ففي بداية حياتة يكون طفل يحبوا ثم يصبح شاب و سرعان ما يتحول إلى مسن عجوز ، خلال رحلة الحياة لابد أن يتغير سوء في طباعة أو سلوك نتيجة خبرات تتراسخ داخلة و تكيفة مع المواقف و الظروف ، السياسي و المسئول و النائب هم بشر .. بالتالي متغيرين بل نضيف لهم صفة التجمل المغلف بالكذب في بعض الأحوال ، لذلك تشير جريدتنا دائما إلى تنوية هام جدا ( إن الجريدة ليست مسئولة عن تصريحات و مقالات و حوارات اى شخص .. و لا يعلن عن موقفها أو تبنيها موقف بعينة ) بل و أضيف أن الضمير الصحفي ليس له علاقة بالمعاملات الشخصية ، بمعنى إذا فرضت الظروف ان يكون الصحفي على علاقة بشخص ما سواء جيران أو زمالة بالنادي .. ألأخ ذلك معناة أن الصحفي يتجاهل موقف لهذا الشخص أو التستر علية ، بل الضمير الصحفي يفرض علية بقل المعلومة الصحيحة فوق اى اعتبار .
فى هذا الصدد يحضرنى موقف لا أنساه أبدا و افخر به ، فكانت الجريدة قد وقعت عقد أتفاق على إعلانات لمدة خمس سنوات متتالية مع تاجر أعشاب و بعد مرور عامين و العقد ساري و إعلاناته تنشر بانتظام و لا يوجد أي اختلاف و سوء تفاهم ، تلقينا مكالمة تلفونية من أحد المواطنين معترض على هذه الإعلان مؤكد أن نص الإعلانات لهذا الرجل ساهمت فى قتل أبرياء و إن هذا الرجل كذاب و فاسد ، طلبنا منة دليل على كلامه فقام بزيارتنا و قدم لنا مستندات رسمية منها إحكام قضائية تثبت أن هذا الرجل جاهل لا يجيد القراءة و الكتبة و تسبب فى قتل العديد من البشر ، بل و كل أعماله بدون اى سند قانوني .. وان بعض المسئولين متسترين علية لمقابل مادي .
اتخذنا قرار بالبحث الجاد عن كل التفاصيل ، فقام أحد أعضاء الجريدة المحترفين بالتقدم بالعمل عند هذا التاجر بمهنة سائق ملاكي لة ، بالفعل عمل معه طوال 35 يوم حتى استطاع إثبات كل مخالفات هذا التاجر بل و إثبات التستر من قبل بعض المسئولين الكبار ، أكتمل الملف تحت أيدينا فأوقفنا التعاقد معه و نظمنا حمله ضدة و من يسانده و كانت معركة حامية .. انتهت بالنصر من عند الله و تقديمه بالمحاكمة و معه اخية التى حكم علية ب 15 عام حبس و تغيير عدد من رجال مباحث التموين بعد التحقيق و غلق شركات هذا الرجل و سجنه ، من بجاحته قام برفع دعوة ضد الجريدة يطالبها بتعويض لعدم استمرارها بنشر اعلاناتة و طبعا خسر هذه القضية ، فبرغم من إننا خسرنا عقد إعلانات ضخم لكن لم نتراجع عن كشفة حتى لا تزداد ضحاياه .
هذا هو مبدئنا .. لا نبحث عن المكسب المادى بقدر ما نبحث عن الحقائق و لا نفرق بين زميل و العكس عند وجود معلومة صحيحة .
هنا أود إن اضرب بعض الأمثلة التى لا تقبل الشك ، إذا تابعنا التحقيقات مع د/ إبراهيم سليمان الوزير السابق ، الم تقوم كل الصحف و الإذاعة و التلفزيون بنشر إنجازات له إثناء و جودة بالوزارة ؟ اليوم هم أنفسهم ينشرون الاتهامات و التحقيقات التى تجرى معه، كذلك الحال مع د هاني سرور و غيرهم الكثير ، لابد من الإشارة إن الأجهزة الإعلامية نشرت إنجازاتهم إثناء تحقيق الإنجازات و نشرت أيضا سليبات حين وقوع السلبيات , فالأعلام يتعامل مع حدث وقتي ، الم نرى مرشح لانتخابات البرلمان إثناء الترشيح يقوم بإعمال لنشر أسمة و بعد الانتخابات يختفى تماما .. ترى عندم ينشر أعمالة قبل النجاح و بعدها ينشر اختفائة و عدم التزامة بوعودة هل هذا يعيب الصحف أم هو الموقف الصحيح و المسئول عنة هذا الشخص ؟ .
الأهم من ذلك إننا نرى مواطنين يؤكدون إن هذا المرشح رجل جيد على عكس الحقيقة و بعد فترة نفس المواطنين نجدهم ينتقدون نف الرجل ترى ما السبب ؟ ؟ الإجابة ببساطة إن هذا الرجل كان إعلان عن برنامج انتخابي مليء بالوعود فاقتنعت بة المواطنين ، لكنه لم ينفذ هذه الوعود .. فظهر وجهه الحقيقي فتغير موقف المواطنين تجاهه , هكذا الصحفي ينشر الحقائق في وقتها لا ينظر لم حدث أمس و لكنة يتعامل مع إحداث اليوم .. سرعان ما يسرع الفاسد باتهام الصحفي بالكذب و أنه يفترى عليه لعدم وجود مصلحة له , نسى هذا المدعى إن المواطن المصري ذكى جدا و يرى الحقائق , حتى المواطن التى يجامل هذا الشخص في جلسة ما .. بعد انصرافة يؤكد انه كذاب على عكس ما قاله في وجهه .
سالنى احد المواطنين عن سبب إن الجريدة أحيانا تغير موقفها تجاة شخص معين ؟ , كان سؤاله هذا لأننا نشرنا عن اختفاء احد النواب عن الدائرة فقام هذا النائب بترديد شائعات إننا ضدة ، نفس الحال لأحد مرشحي الشورى القادمة بمصر القديمة ، فاجابتة أن الإنسان متغيير و نحن نتعامل مع حدث اليوم , بالأمس أعلن المرشح عن قيامة بتجهيز عرائس أيتام .. قلنا ربنا يعينه , عند التوزيع في حفل كبير أتضح إن الأجهزة توزع على اتباعة و سمسرة الانتخابات و لا توجد فتاة واحدة يتيمة .. و أن الموضوع مجرد دعاية انتخابية فماذا نفعل ؟ , عندما بدأنا في نشر الحقائق تلقينا منه تهديدات لكن لم تفلح معنا , عرض علينا رشوى فى شكل إعلانات عن طريق زميل لنا بدار الهلال لكننا أيضا رفضنا لان هدفنا ليس المكسب المادي لكن هدفنا نشر الحقائق ,, لكن الفاسدون غاضبون من كشفهم , فليغضب من يغضب , نحن مع الحق و لا نغير موقفنا , لأننا مقتنعين أن دورنا هو نشر الحقائق ,
أيضا قال الرسول الكريم ( من رأة منكم منكرا فليغيرة .. بيدة أو لسانة أو بقلبة و هذا اضعف الأيمان ) صدق رسول الله .
لا يهمنا اى شيء بعد ذلك .. و لا يهمنا ما يروج أحد من شائعات لان جرت العادة ان مروج الشائعات هو فاسد بل أكثر فاسدا مما يتخيله عقل و الجميع يعلم ذلك ، و لا نغير موقفنا لأننا لا ننتظر جزاءا من احد , كل ما نأمله هو أرضاء ضميرنا و تحقيق ذاتنا و نصر الحق دون النظر لاى اعتبار , ويكفنا شرف إننا مجموعة شباب شرفاء قدنا هذه الجريدة للتميز و الانتظام عشر سنوات و نحن جميعا ليس أثرياء حتى الآن لأننا لا نبيع ضميرنا , رغم فى امكاننا ان نكسب الملايين لكننا نرفض لأننا لا نستطيع مخالفة ضمائرنا , شيء ما بداخلنا يمنعنا من النفاق او التستر على حقائق نظير أموال.. بل نؤكد إننا نزداد سعادة كلما تلقينا هجوم من فاسد لان ذلك يؤكد صحة موقفنا و قوتنا .. و قد عوضنا الله خيرا بتغطية تكلفة الجريدة من توزيع و مبيعات الجريدة دون الحاجة للإعلانات الملوثة بالكذب و النفاق , هنا وجب علينا إن نقدم آثمة أيان الشكر للقارىء المحترم لان دعمنا الوحيد هو ثمن نسخة الجريدة التي بدفعة القارىء و لا نتلقى اى دعم من اى اتجاه سوء رجل أعمال و تيار سياسي أو حزب .. الخ ، و هذا مبدئنا حتى لا يسيطر احد على سياسة الجريدة , الحمد لله ما زلنا مستمرين و التوفيق من عند الله .