زمن العجائب
بقلم / احمد عبد الرحمن
ماذا يفعلون الغرب و ماذا يفعلون المسلمون و العرب ؟
لقد تحدثنا العدد السابق عن اقاويل الغرب عن الاسلام ‘ وخوفهم من الدين الاسلامى ‘ وذكرنا ان من أقاويلهم ما يشير الى افكارهم و خططهم للقضاء على الاسلام ‘ اود ان القى الضوء على عبارتين فقط مما ذكرناهم لكن بشرح و تفسير ما يرمون اليه الغرب .
الاولى : يجب ان نزيل القران العربى من وجودهم و نقتلع اللسان العربى من السنتهم حتى ننتصر عليهم ( الحاكم الفرنسى فى الجزائر بعد مرور مائه عام على احتلالها ) .
الثانيه : اذا وجد القائد المناسب الذى يتكلم الكلام المناسب عن الاسلام فان من الممكن لهذا الدين ان يظهر كاحد القوى السياسيه العظمى فى العالم مره اخرى ( المستشرق البريطانى مونتجوهرى وات) .
فى الاولى ركزو الغرب على القضاء على اللغه العربيه لان القران الكريم نزل باللغه العربيه ‘ والقران هو اقوى شئ يعود الانسان الى رشده و يرشده للطريق الصحيح و يبعده عن معصيه الله ‘ وفى هذه الحاله لا يمكن ان ينتصر الغرب على المسلمون وهم يعلمون ذلك ‘ للتاكيد على هذا الكلام نستند لما قالوه (ماذا اصنع اذا كان القران اقوى من فرنسا ) لاكوست وزير المستعمرات الفرنسيه عام 1960‘ .
فى الثانيه نجدهم يتحدثون عن القائد المناسب التى يتكلم الكلام المناسب اى الكلام التى يفهمونهم و يفهمون دلاله الكلمه الصحيحه .. هذا الذى افتقر اليه الكثير من القاده العرب مثل الرئيس الراحل ياسر عرفات التى كان يرفع ايديه دائما باصبعيه على انها علامه النصر ‘ اما عند الاسرائليين هذه العلامه تدل على الحرب النازيه و المحارق التى انشائها لهم هتلر .. فكانوا يعتقدون ان عرفات يقول لهم سوف افعل بكم كما فعل هتلر .. جهل عرفات بمعنى و دلاله الكلمه و لفظها جعلته يفتقد لغه التحاور مع العدو .
ذلك ايضا ما جعلنا نخسر اعلاميا فى واقعه مبارة الجزائر و مصر .. رغم اننا المعتدى علينا لم نستطيع ان نوصل الصوره الصحيحه للعالم بل استطاع الاعلام الجزائرى التفوق علينا ‘ رغم ان الجزائر لا تمتلك سوى 8 صحف و وكاله انباء واحده فقط ‘ اما فى مصر 815 صحيفه و 5 وكاله انباء ‘ الموضوع ليس بالكم و لكن بالكيف وعلم لغه التفاهم مع العالم الخارجى التى نفتقده دائما .
لم يقتصر الامر الى هذا الحد بل امتد الى منازلنا .. فاذا قال الرجل للمراءة ( يا غزال – يا بطه – يا قطه ) نجدها تسعد و تعتبر هذه العبارات غزل ‘ اما اذا قال لها يا كلبه او ... الخ تغضب جدا ‘ رغم كل الكلمات التى ذكرناها سواء بالغزل او ما بعدها تنتسب الى اسماء حيونات ولا فرق بينهم .
قاعد ثابته لابد ان نؤمن بها تقول ( من فقد لغته .. فقد هويته ) لذلك لا تجد واحد من الغرب يتحدث مع رفاقه باللغه غير لغه بلده ‘ اما نحن نفتخر اننا نتحدث اللغه الاجنبيه ‘ فقد استبدلنا كلمه السلام عليكم بكلمه هاى او باى ‘ بمعنى استبدلنا تحيه الاسلام بتحيه اليهود والصهيونى و العلمانى .. كذلك استبدلنا عادتنا المبنيه على الشريعه بعادات غربيه هدفها هدم الدين الاسلامى .. اليس هذا من زمن العجائب ؟ اليس ذلك من عجب العجاب ؟ يا ساده لقد بشرنا الله ان المولى عز و جل لا يصلح قوما ما اصلح من انفسهم و نحن نزداد فسادا و انحراف و ظلم لانفسنا و لديننا فماذا ننتظر ؟ و للحديث بقيه .
Aabdoo7_2009@yahoo_com
-------------------------------------------------------------------------------------------------------